.jpg)
يعد المغفور له *ولاد ول حيمدون* احد أهم رجال موريتانيا الذين يأبى التاريخ إلا أن يذكرهم، و يأبى الزمن أن يتركهم للنسيان ويأبى الوطن إلا أن يخلد ذكراهم. رجال إتسموا بالشجاعة و الإقدام ليسطروا على جبين التاريخ أسما معاني الوفاء و الإخلاص.
لقد كان المرحوم من صمن الضباط النخبة الذين تميزوا بحسن الخلق و الكرم و طيب المزاج و التواضع و حسن السريرة والتفاني في خدمة الوطن .
وقف إلى جانب السلطة عبر جميع الانظمة المتعاقبة، مما خوله ان يكون ركيزة اساسية في بناء صرح الامة.
عرفته أواخر سبعينيات القرن الماضي يوم كان واليا لكيدي ماغا ، و كنت يومها تلميذا في الصف الثالث الاعدادي ، و حيث كان صديقا لوالدي الوجيه محمد يحي ولد سيدي ، رحمه الله .و كان يقضي معه في بعض الاحيان عطلة نهاية الأسبوع في قريتنا المعروفة باعوينات محمد يحي .
ثم تعرفت عليه عن قرب إبان تخرجي من المدرسة العسكرية برتبة ملازم سنة 1991 . حيث إستدعاني في المكتب الثاني .
نال المرحوم إعجاب رفاقه من أعلى هرم السلطة يومها معاوية ولد سيدي احمد الطايع إلى القائد اركان الجيوش، إلى مديرالامن الوطني العقيد أعلي ولد محمد فال رحمه الله. كما نال إعجاب مرؤوسيه . فقد كان إنسانيا بلا حدود ، إذ وقف مع المكلومين و المهمومين في جميع الحالات رغم شح الوسائل أنذاك .
أنشأ صندوق الحرس الوطني لتوفير حاجيات الأفراد من المواد الضرورية، وسخر كل ماهو متاح خدمة للمحتاجين.
أما عن الجانب العملياتي فقد كان ولد حيمدون قائدا فذا ، حيث تولى الكثير من المهمات الصعبة وتكللت بالنجاح، نظرا لكفاءتة العالية وحسن تدبيره، وذكاءه الحاد.
أما عن شخصيته العلمية فقد عرف المرحوم بأخلاقه الإسلامية الرفيعة، و إلمامه الكبير بسيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام. الشيء الذي لا يدركه إلا من عايشه عن قرب.
رحم الله المغفور له رحمة واسعة و أدخله الفردوس الأعلى من الجنة ، و إنا لله و إنا إليه راجعون .
